كان قاتلُها يحتسي قهوةَ الصّبْحِ وهو
كان قاتلُها يحتسي قهوةَ الصّبْحِ وهو يُحرّرُ نصّ المقالِ ، يعدّلُ زاويةَ الكامِرَا ويقرّبُ صورتَها ، يتحسّس في وجهها العرق البارد المتحجّرَ ، ثمّ يُعِدُّ الدّليلَ لبرنامَجٍ تلفزِيٍّ عنِ الموتِ والأخْوَنَهْ .. يترسّب في قاعِ قهوته دمُها المتخثّرُ لا شيءَ يُرْبِكُ سير الحياة على التّلِفِزْيونِ حتّى الرّمادُ ورائحةُ اللّحمِ أو لطخةُ الدّمِ فوق الوجوهِ ، مُجرّدُ أقنعةِ مُتْقَنَهْ تسقُطُ الأخْوَنَهْ في بلادي تموت الضّمائرُ في كلّ يومٍ بداء الثّقافةِ أو جرعةٍ في الدّماغِ من الحبر مسمومةٍ ... في بلادي ... نموتُ بتفويضِ عاهرةٍ أو مُحاضِرةٍ في الحضارة والسُّوسْيُلُجْيَا فقط في بلادي ... ولم يبق للعسكريّ سوى الضّغط فوقَ الزّنادِ فمن ذا أصالحْ ... أجلْ ... لنْ أصالحْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد اللّطيف علوي