Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

نقرٌ على بيضةِ أفعى ...شعر : عبد اللّطيف علوي

9 Décembre 2013 , Rédigé par Aloui Abdellatif


للهِ في الخَلقِ آياتٌ بلا عددِ 
تحتارُ من بلدٍ فينا إلى بَلَدِ
نحنُ الأَعارِبَ من قَحْطانَ أو مُضَرٍ 
أو منْ تَمِيمٍ أوِ الذُّبيَانِ أوْ أَسَدِ
كنَّا على كَتِفِ الصَّحْرَاءِ رُكْبَانًا 
تَمضِي بنا الرِّيحُ أو تَأْتِي بِلَا رشَدِ
أيَّامُنا دَاحِسٌ غَبْرَاءُ تَحمِلُنَا 
مِنَ البَسُوسِ وذِي قَارٍ إِلَى أُحُدِ
حتّى كَفانَا كُؤوسَ الموتِ سيِّدُنا 
مُحمّدٌ ، ورضِينَا منه بالمَدَدِ
فتلكَ راياتُنا في الأرْضِ تسبِقُنا 
نَبْنِي عليها سماواتٍ بلاَ عَمَدِ
وتلك آياتُنا ، تُدني لوارِدِها 
كأسَ الحضارةِ ملءَ الرُّوح والجسَدِ
مرّ الزّمانُ ودالتْ بيننا دُوَلٌ 
مثلَ الجُذامِ أو الطّاعونِ في الكَبِدِ
دارتْ بنا خارجَ التّاريخِ دورتَها 
وأَسْكَنَتْنا مع الأمواتِ في اللّحَدِ
سَلْ عن أُميّةَ والسّفّاحِ والتَّتَرِ 
وعن يَزيدٍ وحجّاجٍ ومُعتضِدِ
وعن مماليكَ في مِصْرٍ وفي الشّامِ 
وعن طوائِفَ ، عبّادٍ ومُعتَمَدِ
وَتُرْكُمانٍ وأَسبانٍ وعارِبَةٍ 
وآغةٍ وانْكِشاريٍّ ومُضطَهِدِ ..
نحنُ الّذين استباحتْ لحمَنا أمَمٌ 
وأورَثَتْنا إلى أحفادِها الجُدُدِ
كنّا نظنُّ بأنّا نحن جِلْدَتُهُم 
نحمي البلادَ ونبنيها يدًا بِيَدِ
لكنّهم غمَسُوا الْكفّيْنِ في دمِنا 
ستّينَ عامًا ، بلا زَرْعٍ و لا حَصَدِ
أشجارُنا عسسٌ أحجارُنا عسسٌ 
من الرّئيسِ إلى البُولِيسِ والعُمَدِ
كم زوّروا علَنًا أقدارَنا وبنوْا 
لنا قُصورًا وتاريخًا من الزّبَدِ
كم جوَّعُونا وعَرَّوا كلَّ طاهِرةٍ 
و روّعونا وداسُوا كلّ مُعْتَقَدِ
ستّين عامًا على دين الملوكِ فلا 
إِلاهَ غيرُ الزّعيمِ المُلهمِ الأحدِ
ماضٍ بِعِلمهِ فوق الغيبِ والقدَرِ 
قاضٍ بحكمِهِ مثل الواحدِ الصَّمَدِ
كم من سَجِينٍ أضاع العُمْرَ مُنتظِرًا 
يومَ الخلاصِ وذابَ الجِلْدُ من جَلَدِ
كم من غريبٍ وأُمٍّ بعد غُرْبتِهِ 
تحيا على وجَعِ الدّنيا بلا سنَدِ
كم حرَّةً صمتَتْ دهرًا بِغُصَّتِها 
والقلبُ يصرخُ : ربِّي طالَ بي أَمَدِي
كم طِفلةً صرختْ : أُوّاهُ يا أبَتِ 
ولمْ يُجِبْ أَحدٌ في البيتِ عن أحَدِ
واليوم عادُوا كما لو أنّ شيئًا لمْ 
يَكُنْ ، وسادُوا لأنّ العدلَ لمْ يَسُدِ
عادُوا يبيعونَ جلدَ الذِّئْبِ للغَنَمِ 
باسم المُجاهِدِ سيفِ الدّولةِ الأبدِي
عادُوا فعُدْنَا .. لهم أبواقُهُمْ ولنَا 
خَفْقُ الشّوارِعِ إنْ نادَيْتَ تَحْتَشِدِ
نحنُ الَّذينَ نزفنا نَسْغَ أعيُنِنا 
ولمْ تُغِثْنا دُموعُ الأهلِ والوَلَدِ
جِئْنا لِنُعْلِنَ أنّ الموتَ درّبنا 
على الحياةِ ولو صَلْبًا على وتَدِ
مازالَ فينا دمٌ يفديكَ يا وطنِي 
أُمُّ الحرائرِ غيرَ الحُرِّ لمْ تَلِدِ
يا حرُّ لستَ تريدُ الثّأرَ من صنَمٍ 
و لاَ حلُمتَ بعيشٍ مُترَفٍ رَغِدِ
لكنّ حولكَ جيشًا من بني لهبٍ 
فامدُدْ إليهم حبالَ النّار من مسدِ
هَذِي مَشِيئَتُنا .. يَومٌ لهُمْ ، ولَنا 
بَقِيَّةُ الدّهرِ نَمضِي من غَدٍ لِغَدِ
من عاشَ حُرًّا على أكْفانِ عِزَّتِهِ 
لنْ يَعرفُ الموتَ من ذُلٍّ ومن كَمَدِ
عبد اللّطيف علوي 6 / 4 / 2013

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article